الاثنين، 20 سبتمبر 2010

طفل صغيرفى محل الحلاق


دخل طفل صغير لمحل الحلاقة..‏ فهمس الحلاق للزبون: هذا أغبى طفل ‏في العالم انتظر وأنا أثبت لك وضع الحلاق جنية بيد و25 قرش باليد الأخرى نادى الولد وعرض عليه المبلغين أخذ الولد ال25قرش ومشى قال الحلاق: ألم أقل لك أن هذا الولد لا يتعلم أبدا... وفي كل مرة يكرر نفس الأمر عندما خرج الزبون من المحل قابل الولد خارجا من محل الآيسكريم فدفعته الحيرة أن يسأل الولد تقدم منه وسأله لماذا تأخذ ال25 قرش كل مرة ولا تأخذ الجنية؟!!
قال الولد الذكي: لأن اليوم الذي آخذ فيه الجنية ستنتهي اللعبة!!.


(أحيانا تعتقد أن بعض الناس أقل ذكاء كي يستحقوا تقديرك لحقيقة ما يفعلون والواقع أنك تستصغرهم على جهل منك فلا تحتقرن إنسانا ولا تستصغرن شخصا ولا تعيب مخلوقا)

السبت، 17 أبريل 2010

فنجان من القهوة !

coffee cup فنجان قهوة

وقف أستاذ جامعي أمام تلاميذه..

ومعه بعض الوسائل التعليمية..

وعندما بدأ الدرس ودون أن يتكلم..

أخرج عبوه زجاجية كبيرة فارغة..

وأخذ يملؤها بكرات الجولف..

ثم سأل التلاميذ..

هل الزجاجة التي في يده مليئة أم فارغة؟

فاتفق التلاميذ على أنها مليئة..

فأخذ صندوقاً صغيرا من الحصى..

وسكبه داخل الزجاجة..

ثم رجها بشده حتى تخلخل الحصى..

في المساحات الفارغة بين كرات الجولف..

ثم سألهم إن كانت الزجاجة مليئة؟

فأتفق التلاميذ مجدداً على أنها كذلك..

فأخذ بعد ذلك صندوقاً..

صغيراً من الرمل..

وسكبه فوق المحتويات في الزجاجة..

وبالطبع فقد ملأ الرمل باقي الفراغات فيها..

وسأل طلابه مرة أخرى إن كانت الزجاجة مليئة ؟

فردوا بصوت واحد بأنها كذلك ..

أخرج البروفيسور بعدها فنجاناً من القهوة..

وسكب كامل محتواه داخل الزجاجة..

فضحك التلاميذ من فعلته..

وبعد أن هدأ الضحك..

شرع الأستاذ في الحديث قائلاً :

الآن أريدكم أن تعرفوا ما هي القصة..

إن هذه الزجاجة تمثل حياة كل واحد منكم..

وكرات الجولف .. تمثل الأشياء الضرورية في حياتك:

دينك، قيمك, أخلاقك، عائلتك, أطفالك, صحتك, أصدقائك.

بحيث لو انك فقدت ((كل شيء))

وبقيت هذه الأشياء فستبقى حياتك..

مليئة وثابتة..

أما الحصى فيمثل الأشياء المهمة في حياتك:

وظيفتك, بيتك, سيارتك..

وأما الرمل فيمثل بقية الأشياء..

أو لنقل: الأمور البسيطة والهامشية..

فلو أنك وضعت الرمل في الزجاجة أولاً..

فلن يتبقى هناك مكان للحصى أو لكرات الجولف..

وهذا يسري على حياتك الواقعية كلها..

فلو أنك صرفت كل وقتك وجهدك على توافه الأمور..

فلن يتبقى مكان للأمور التي تهمك..

لذا فعليك أن تنتبه جيدا وقبل كل شيء للأشياء الضرورية لحياتك واستقرارك..

واحرص على الانتباه لعلاقتك بدينك..

وتمسكك بقيمك ومبادئك وأخلاقك..

امرح مع عائلتك، والديك، إخوانك، وأطفالك..

قدم هدية لشريك حياتك وعبر له عن حبك..

وزر صديقك دائماً وأسأل عنه..

استقطع بعض الوقت لفحوصاتك الطبية الدورية..

وثق دائماً بأنه سيكون هناك وقتٌ كافٍ للأشياء الأخرى …..

ودائماً..

إهتم بكرات الجولف أولاً..

فهي الأشياء التي تستحق حقاً الاهتمام..

حدد أولوياتك..

فالبقية مجرد رمل..

وحين انتهى الأستاذ من حديثه..

رفع أحد التلاميذ يده قائلاً:

إنك لم تبين لنا ما تمثله القهوة؟

فابتسم الأستاذ وقال:

أنا سعيد لأنك سألت..

أضفت القهوة فقط لأوضح لكم..

بأنه مهما كانت حياتك مليئة…

فسيبقى هناك دائماً مساحة..

لفنجان من القهوة !!

قد لا تكون المشكلة عند الآخرين بل عندنا نحن

يحكى بأن رجلاً كان خائفاً على زوجته بأنها لا تسمع جيداً وقد تفقد سمعها يوماً ما.

فقرر بأن يعرضها على طبيب أخصائي للأذن.. لما يعانيه من صعوبة القدرة على الاتصال معها.
وقبل ذلك فكر بأن يستشير ويأخذ رأي طبيب الأسرة قبل عرضها على أخصائي.
قابل دكتور الأسرة وشرح له المشكلة، فأخبره الدكتور بأن هناك طريقة تقليدية لفحص درجة السمع عند الزوجة وهي بأن يقف الزوج على بعد 40 قدماً من الزوجة ويتحدث معها بنبرة صوت طبيعية..
إذا استجابت لك وإلا أقترب 30 قدماً،
إذا استجابت لك وإلا أقترب 20 قدماً،
إذا استجابت لك وإلا أقترب 10 أقدام وهكذا حتى تسمعك.

وفي المساء دخل البيت ووجد الزوجة منهمكة في إعداد طعام العشاء في المطبخ،
فقال الآن فرصة سأعمل على تطبيق وصية الدكتور.
فذهب إلى صالة الطعام وهي تبتعد تقريباً 40 قدماً، ثم أخذ يتحدث بنبرة عادية وسألها :
“يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام”.. ولم تجبه..!!
ثم أقترب 30 قدماً من المطبخ وكرر نفس السؤال:
“يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام”.. ولم تجبه..!!
ثم أقترب 20 قدماً من المطبخ وكرر نفس السؤال:
“يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام”.. ولم تجبه..!!
ثم أقترب 10 أقدام من المطبخ وكرر نفس السؤال:
“يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام”.. ولم تجبه..!!

ثم دخل المطبخ ووقف خلفها وكرر نفس السؤال:
“يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام”.

فقالت له …….”يا حبيبي للمرة الخامسة أُجيبك… دجاج بالفرن”.

(إن المشكلة ليست مع الآخرين أحياناً كما نظن.. ولكن قد تكون المشكلة معنا نحن..!!)

المدرسة والتلاميذ والبطاطا

قررت مدرسة روضة أطفال أن تجعل الأطفال يلعبون لعبة لمدة أسبوع واحد. فطلبت من كل طفل أن يجلب كيس به عدد من البطاطا. وعليه أن يطلق على كل حبة بطاطا اسم للشخص الذي يكرهه. إذن كل طفل سيحمل معه كيس به بطاطا بعدد الأشخاص الذين يكرههم.

في اليوم الموعود أحضر كل طفل كيس وبطاطا مع اسم الشخص الذي يكرهه, فبعضهم حصل على 2 بطاطا و 3 بطاطا وآخر على 5 بطاطا وهكذا……
عندئذ أخبرتهم المدرسة بشروط اللعبة وهي أن يحمل كل طفل كيس البطاطا معه أينما يذهب لمدة أسبوع واحد فقط.
بمرور الأيام أحس الأطفال برائحة كريهة نتنة تخرج من كيس البطاطا, وبذلك عليهم تحمل الرائحة و ثقل الكيس أيضا.
وطبعا كلما كان عدد البطاطا أكثر فالرائحة تكون أكثر والكيس يكون أثقل.

بعد مرور أسبوع فرح الأطفال لأن اللعبة انتهت.

سألتهم المدرسة عن شعورهم وإحساسهم أثناء حمل كيس البطاطا لمدة أسبوع, فبدأ الأطفال يشكون الإحباط والمصاعب التي واجهتهم أثناء حمل الكيس الثقيل ذو الرائحة النتنة أينما يذهبون.

بعد ذلك بدأت المدرسة بدأت المدرسة تشرح لهم المغزى من هذه اللعبة.

قالت المدرسة: هذا الوضع هو بالضبط ما تحمله من كراهية لشخص ما في قلبك. فالكراهية ستلوث قلبك وتجعلك تحمل الكراهية معك أينما ذهبت. فإذا لم تستطيعوا تحمل رائحة البطاطا لمدة أسبوع فهل تتخيلون ما تحملونه في قلوبكم من كراهية طول عمركم !

الحب الحقيقي ليس أن تحب الشخص الكامل, بل أن تحب الشخص الغير كامل بشكل صحيح !

الأحد، 11 أبريل 2010

كيف أحرج هذا الطفل أباه؟

دخل الطفل على والده الذي أنهكه العمل، فمن الصباح إلى المساء وهو يتابع مشاريعه ومقاولاته، فليس عنده وقت للمكوث في البيت إلا للأكل أو النوم.

الطفل: لماذا يا أبي لم تعد تلعب معي وتقول لي قصة، فقد اشتقت لقصصك واللعب معك، فما رأيك أن تلعب معي اليوم قليلاً وتقول لي قصة؟

الأب: يا ولدي أنا لم يعد عندي وقت للعب وضياع الوقت، فعندي من الأعمال الشيء الكثير ووقتي ثمين.

الطفل: أعطني فقط ساعة من وقتك، فأنا مشتاق لك يا أبي.

الأب: يا ولدي الحبيب أنا أعمل وأكدح من أجلكم، والساعة التي تريدني أن أقضيها معك أستطيع أن أكسب فيها ما لا يقل عن 100 ريال،
ليس لدي وقت لأضيعه معك، هيا اذهب والعب مع أمك،
تمضي الأيام ويزداد انشغال الأب وفي أحد الأيام يرى الطفل باب المكتب مفتوحاً فيدخل على أبيه

الطفل: أعطني يا أبي 5 ريالات.

الأب: لماذا؟ فأنا أعطيك كل يوم 5 ريالات، ماذا تصنع بها؟.. هيا اغرب عن وجهي، لن أعطيك الآن شيئاً.
يذهب الابن وهو حزين، ويجلس الأب يفكر فيما فعله مع ابنه، ويقرر أن يذهب إلى غرفته لكي يراضيه، ويعطيه الـ 5 ريالات.
فرح الطفل بهذه الريالات فرحاً عظيماً، حيث توجه إلى سريره ورفع وسادته، وجمع النقود التي تحتها، وبدأ يرتبها!

عندها تساءل الأب في دهشة، قائلاً: كيف تسألني وعندك هذه النقود؟

الطفل: كنت أجمع ما تعطيني للفسحة، ولم يبق إلا خمسة ريالات لتكتمل المائة، والآن خذ يا أبي هذه المائة ريال وأعطني ساعة من وقتك.

الفرق بين الأب والابن

الفرق بين الأب والابن

كان هناك أب في الـ 85 من عمره وابنه في الـ 35 ، وكانا في غرفة المعيشة وإذ بغراب يطير من القرب من النافذة ويصيح
فسأل الأب أبنه ،
الأب: ما هذا ؟
الابن: غراب
وبعد دقائق عاد الأب وسأل للمرة الثانية ،
الأب: ما هذا ؟
الابن باستغراب : إنه غراب!!
دقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرة الثالثة ،
الأب: ما هذا ؟
الابن وقد ارتفع صوته: انه غراب غراب يا أبي !!!
ودقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرة الرابعة ،
الأب: ما هذا ؟
فلم يحتمل الابن هذا واشتاط غضبا وارتفع صوته أكثر وقال: مالك تعيد علي نفس السؤال ، فقد قلت لك إنه غراب هل هذا صعب عليك فهمه؟
عندئذ قام الأب وذهب لغرفته ثم عاد بعد دقائق ومعه بعض أوراق شبه ممزقة وقديمة من مذكراته اليومية ثم أعطاه لإبنه وقال له أقرأها ،
بدأ الابن يقرأ : اليوم أكمل ابني 3 سنوات وها هو يمرح ويركض من هنا وهناك، وإذ بغراب يصيح في الحديقة فسألني ابني ما هذا فقلت له انه غراب وعاد وسألني نفس السؤال 23 مرة وأنا أجبته 23 مرة !
فحضنته وقبلته وضحكنا معا حتى تعب ونام فحملته وذهبت به لينام على سريري حتى اليوم التالي …

انتبه !!!هذه الأخطاء قد تدمر أبنائك

انتبه !!!هذه الأخطاء قد تدمر أبنائك

أولاً : الصرامة والشدة :

يعتبر علماء التربية والنفسانيون هذا الأسلوب أخطر ما يكون على الطفل إذا استخدم بكثرة … فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك ، أما العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة وتفاقمها ؛ حيث ينفعل المربي فيفقد صوابه وينسى الحِلْم وسعة الصدر فينهال على الطفل معنفا وشاتما له بأقبح وأقسى الألفاظ ، وقد يزداد الأمر سوءاً إذا قرن العنف والصرامة بالضرب …

وهذا ما يحدث في حالة العقاب الانفعالي للطفل الذي يُفِقْدُ الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط ( خوف مؤقت ) ولكنها لا تمنعه من تكرار السلوك مستقبلا .

وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية في السلوك والمعاملة والدراسة .. ولكن هذه القسوة قد تأتي برد فعل عكسي فيكره الطفل الدراسة أو يمتنع عن تحمل المسؤوليات أو يصاب بنوع من البلادة ، كما أنه سيمتص قسوة انفعالات عصبية الكبار فيختزنها ثم تبدأ آثارها تظهر عليه مستقبلاً من خلال أعراض ( العصاب ) الذي ينتج عن صراع انفعالي داخل الطفل ..

وقد يؤدي هذا الصراع إلى الكبت والتصرف المخل ( السيئ ) والعدوانية تجاه الآخرين أو انفجارات الغضب الحادة التي قد تحدث لأسباب ظاهرها تافه .

ثانيا : الدلال الزائد والتسامح :

هذا الأسلوب في التعامل لا يقل خطورة عن القسوة والصرامة .. فالمغالاة في الرعاية والدلال سيجعل الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين ، أو تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة … لأنه لم يمر بتجارب كافية ليتعلم منها كيف يواجه الأحداث التي قد يتعرض لها … ولا نقصد أن يفقد الأبوان التعاطف مع الطفل ورحمته ، وهذا لا يمكن أن يحدث لأن قلبيهما مفطوران على محبة أولادهما ، ومتأصلان بالعواطف الأبوية الفطرية لحمايته، والرحمة به والشفقة عليه والاهتمام بأمره … ولكن هذه العاطفة تصبح أحيانا سببا في تدمير الأبناء ، حيث يتعامل الوالدان مع الطفل بدلال زائد وتساهل بحجة رقة قلبيهما وحبهما لطفلهما مما يجعل الطفل يعتقد أن كل شيء مسموح ولا يوجد شيء ممنوع ، لأن هذا ما يجده في بيئته الصغيرة ( البيت ) ولكن إذا ما كبر وخرج إلى بيئته الكبيرة ( المجتمع ) وواجه القوانين والأنظمة التي تمنعه من ارتكاب بعض التصرفات ، ثار في وجهها وقد يخالفها دون مبالاة … ضاربا بالنتائج السلبية المخالفته عرض الحائط .

إننا لا نطالب بأن ينزع الوالدان من قلبيهما الرحمة بل على العكس فالرحمة مطلوبة ، ولكن بتوازن وحذر. قال صلى الله عليه وسلم : ” ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا ” أفلا يكون لنا برسول الله صلى عليه وسلم أسوة ؟

ثالثا: عدم الثبات في المعاملة :

فالطفل يحتاج أن يعرف ما هو متوقع منه ، لذلك على الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحوها للطفل ، و عندما يقتنع فإنه سيصبح من السهل عليه اتباعها … ويجب مراجعة الأنظمة مع الطفل كل فترة ومناقشتها ، فلا ينبغي أن نتساهل يوما في تطبيق قانون ما ونتجاهله ثم نعود اليوم التالي للتأكيد على ضرورة تطبيق نفس القانون لأن هذا التصرف قد يسبب الإرباك للطفل ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض وفي بعض الحالات تكون الأم ثابتة في جميع الأوقات بينما يكون الأب عكس ذلك ، وهذا التذبذب والاختلاف بين الأبوين يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسي شديد يدفعه لارتكاب الخطأ .

رابعا : عدم العدل بين الإخوة :

يتعامل الكبار أحيانا مع الإخوة بدون عدل فيفضلون طفلا على طفل ، لذكائه أو جماله أو حسن خلقه الفطري ، أو لأنه ذكر ، مما يزرع في نفس الطفل الإحساس بالغيرة تجاه إخوته ، ويعبر عن هذه الغيرة بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل بهدف الانتقام من الكبار، وهذا الأمر حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : عليه الصلاة السلام ” اتقوا الله واعدلوا في أولادكم”.

لم تبكي يا حيزان ؟

لم تبكي يا حيزان ؟

1
ورود قلب

حيزان رجل مسن من الاسياح ( قرية تبعد عن بريدة 90كم ) بكى في المحكمة حتى ابتلت لحيته, فماالذي ابكاه؟ هل هو عقوق أبنائه أم خسارته في قضية أرض متنازع عليها,أم هي زوجة رفعت عليه قضية خلع؟

في الواقع ليس هذا ولا ذاك, ماأبكى حيزان هو خسارته قضية غريبة من نوعها , فقد خسر القضية أمام أخيه , لرعاية أمه العجوز التى لا تملك سوى خاتم من نحاس !

فقد كانت العجوز في رعاية ابنها الأكبر حيزان,الذي يعيش وحيدأ ,وعندما تقدمت به السن جاء أخوه من مدينة أخرى ليأخذ والدته لتعيش مع أسرته,لكن حيزان رفض محتجا بقدرته على رعيتها, وكان أن وصل بهما النزاع الى المحكمة ليحكم القاضى بينهما, لكن الخلاف أحتدم وتكررت الجلسات وكلا الأخوين مصر على أحقيته برعاية والدته,

وعندها طلب القاضي حضور العجوز لسؤالها, فأحضرها الأخوان يتناوبان حملها في كرتون فقد كان وزنها20 كيلوجرام فقط

وبسؤالها عمن تفضل العيش معه, قالت وهي مدركة لما تقول:

هذا عينى مشيرة الى حيزان وهذا عينى الأخرى مشيرة الى أخيه, وعندها اضطر القاضى أن يحكم بما يراه مناسبأ,

وهو أن تعيش مع أسرة الاخ الأصغر فهم الاقدر على رعايتها,وهذا ما أبكى حيزان!

ما أغلى الدموع التى سكبها حيزان, دموع الحسرة على عدم قدرته على رعاية والدته بعد أن أصبح شيخأ مسنأ, وما أكبر حظ الأم لهذا التنافس !

ليتني أعلم كيف ربت ولديها للوصول لمرحلة التنافس فى المحاكم على رعايتها ,هو درس نادر في البر في زمن شح فيه البر !

أبكي يا عاق الوالدين لعله يرق قلبك ويحن لأمك !

قصة سلة الفحم و القرآن

قصة سلة الفحم و القرآن

كان هناك رجل يعيش في مزرعة بإحدى الجبال، مع حفيده الصغير، وكان الجد يصحو كل يوم في الصباح الباكر ليجلس على مائدة المطبخ ليقرأ القرآن ، وكان حفيده يتمنى أن يصبح مثله في كل شيء، لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعلها …وذات يوم سأل الحفيد جده :

يا جدي،إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل، ولكنني كلما حاولت أن أقرأه أجد انني لا أفهم كثيراً منه ، وإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف !

فما فائدة قراءة القرآن إذن ؟!

كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة ، فتلفت بهدوء وترك ما بيده، ثم قال : خُذ سلة الفحم الخالية هذه ، واذهب بها إلى النهر ، ثم ائتِني بها مليئة بالماء!

ففعل الولد كما طلب منه جده، ولكنه فوجىء بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت، فابتسم الجد قائلاً له :
ينبغي عليك أن تُسرع إلى البيت في المرة القادمة يا بُني ‘ !

فعاود الحفيد الكرَّة، وحاول أن يجري إلى البيت … ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة !

فغضب الولد وقال لجده،إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء ، والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً.

فقال الجد: لا ، أنا لم أطلب منك دلواً من الماء، أنا طلبت سلة من الماء…يبدو أنك لم تبذل جهدا ًكافياً يا ولدي !

ثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ عملية ملء السلة بالماء !

كان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلة؛ ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العملية ،فملأ السلة ماء ،ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه،
وهو يلهث قائلا ً : أرأيت؟ لا فائدة !

فنظر الجد إليه قائلا ً:

أتظن أنه لا فائدة مما فعلت؟! تعال وانظر إلى السلة ،

فنظر الولد إلى السلة ، وأدرك –للمرة الأولى- أنها أصبحت مختلفة !

لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم إلى سلة نظيفة تماما ً من الخارج والداخل !

فلما رأى الجد الولد مندهشاً ، قال له : ‘ هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن الكريم …. قد لا تفهم بعضه، وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته ….. ولكنك حين تقرؤه سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج ، تماما ًمثل هذه السلة !!!!

الثلاثاء، 30 مارس 2010

التربية على الحرية (التوحيد) 2

ثبت بما ذكرناه في المقال الأول من أن الإسلام إنما جاء من أجل تحرير الإنسان تحريرا شكليا ماديا من الرق وهو العبودية الصورية وكذلك تحريره معنويا وروحيا من كل أشكال العبودية لغير الله تعالى بل جعل القرآن هذا التحرير المعنوي غاية التوحيد وأصل الدين كما في قوله ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) وهذه الربوبية فسرها القرآن بالطاعة والخضوع لغيرالله كما في قوله ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) ومعلوم أنهم لم يعبدوهم وإنما أطاعوهم وخضعوا لسلطانهم الديني برضاهم واختيارهم دون إكراه فكان ذلك الخضوع الطوعي هو عبادتهم واتخاذهم أربابا وهكذا فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم عندما قال (يارسول الله إننا لم نعبدهم) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ألم يكن يحرمون عليكم الحلال ويحلون لكم الحرام فتطيعوهم ؟) قال بلى! فقال النبي ( فتلك عبادتهم ) فقد كان أهل الكتاب عبيدا لأحبارهم ورهبانهم الذين صاروا أربابا لخضوع الناس لسلطانهم الروحي دون أن يشعر أهل الكتاب بهذه العبودية المعنوية التي هي من الشرك بالله الذي حرمه الإسلام تحريما قاطعا لمناقضته للتوحيد وهو إفراد الله وحده بالطاعة والخضوع وهذا أيضا هو معنى ربوبية فرعون الذي قال ( أنا ربكم الأعلى ) أي أنا السيد الذي له عليكم حق الطاعة المطلقة والخضوع المطلق وذلك لسلطانه الدنيوي والعرب تطلق على السيد اسم الرب كما قال الحارث بن حلزة اليشكري في معلقته في شأن ملك الحيرة :

وهو الرب والشهيد على يوم الحيرين والبلاء بلاء

ولهذا قال فرعون ليثبت ربوبيته هذه ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي )فرأى فرعون أن كون ملك مصرله يجعل له حق الطاعة المطلقة على الشعب المصري وقد سمى القرآن تلك الدعوة الفرعونية ربوبية وإلهية كما في قوله لموسى: ( لأن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) ومعلوم أنه لم يطلب من موسى إلا طاعته وعدم معارضته لا عبادته بالمفهوم الاصطلاحي لمعنى العبادة وقد كان بنو إسرائيل في مصر موحدين على دين إبراهيم وإسحاق ويعقوب ولم يكونوا يعبدون فرعون وكذا أهل مصر كانت لهم أوثانهم ودياناتهم ومعابدهم وإنما كانت ربوبية فرعون وإلهيته التي ادعاها لنفسه هي ما فرضه على الناس من الطاعة المطلقة له وعدم معارضته واستبداده بالأمر واستذلاله للشعب ولهذا قال للسحرة الذين آمنوا بموسى (أأمنتم له قبل أن آذن لكم ) فلم تكن المشكلة في نظره أن يؤمنوا بموسى بل المشكلة هي أنهم آمنوا قبل أن يأذن لهم وهو الملك الذي له الطاعة عليهم؟!

وقد صدق على فرعون أنه جعل من نفسه ربا وإلها لسلطانه الدنيوي وصدق على أهل مصر وبني إسرائيل أنهم جعلوا من أنفسهم عبيدا لخضوعهم لفرعون وطاعتهم المطلقة له كما في قول موسى له: ( وتلك نعمة تمنّها علي أن عبّدت بني إسرائيل ) ومعنى تعبيد بني إسرائيل لفرعون في هذه الآية أى اخضاعهم لسلطانه واستذلالهم لطغيانه هذا إذا كان مراد موسى هو الاستفهام الاستنكاري فهو ينكر على فرعون ادعاءه أنه أكرمه بتربيته له في قصره ما دام قد ظلم قوم موسى واستذلهم واستعبدهم مع كونهم أحرارا وحذف همزة الاستفهام أسلوب قرآني شائع في لغة العرب فأصلها ( أو تلك نعمة تمنها علي ...) وإن كان المراد في الآية الإخبار لا الإنكار فالمعنى : وهذه نعمة تمنها يا فرعون علي إذا تركت بني إسرائيل أحرارا وشأنهم يذهبون حيث شاءوا ليصبحوا عبيدا لله وحده لا سلطان لك عليهم ولا طاعة .

كما صدق على الأحبار والرهبان أنهم صاروا أربابا وآلهة لسلطانهم الديني وصدق على أهل الكتاب أنهم صاروا عبيدا لهم بطاعتهم والخضوع لهم.

وإذا كانت العبودية تناقض الحرية فالقرآن إذن جاء لتحرير الإنسان من العبودية للإنسان وذلك بإخلاص التوحيد الذي هو الحرية لله وحده وقد قالت أم مريم: ( ربي إني نذرت لك ما في بطني محررا) أي موحدا ومخلصا لك في طاعته وعبوديته ووحدانيته وإنما أرادت أن تجعل المولود خادما في المعبد لا يخدم أحدا ولا يشتغل بطاعة أحد ولا يخضع لجلال أحد من البشر بل يقصر طاعته لله فقالت (محررا ) فجعلت التحرير نظير التوحيد فالحرية هنا تعني التوحيد الخالص لله ومما يرسخ مفهوم الحرية الإنسانية الذي جاء به القرآن قوله تعالى: ( لا إكراه في الدين ) والدين هنا بمعنى الطاعة والخضوع فلا إكراه في طاعة الله وعبادته في الإسلام بل الطاعة قائمة على أساس الحرية لا الإكراه وإذا كان الله جل جلاله لم يرض من عباده أن يطيعوه أو يعبدوه أو يوحدوه كرها فكيف يسوغ للملوك والرؤساء أن يجبروا الناس لطاعتهم والخضوع لسلطانهم بالإكراه ودون رضاهم ؟!

بل ويتسع مفهوم التوحيد الذي جاء به القرآن ليشمل تحرير الإنسان حتى من الخوف من غير الله كما قال تعالى: ( ولا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين ) فشرط لتحقيق الإيمان عدم الخوف من البشر ومن كل ما سوى الله كما قال: ( وإياي فارهبون) وهو كقوله: (وإياي فاعبدون ) فكما لا تكون العبادة إلا لله وحده فكذلك لا يكون الخوف والرهبة والخشية إلا منه وحده لأنه هو الذي يخلق ويرزق ويحيي ويميت فاستحق وحده الخضوع والخشية والرهبة والرغبة والعبادة والطاعة بل لقد بالغ النبي صلى الله عليه وسلم في ترسيخ مفهوم تحرير الإنسان من كل أشكال العبودية لغير الله حتى نهى أصحابه عن القيام له إذا دخل عليهم كما يفعل العبيد مع أسيادهم ونهاهم عن الوقوف على رأسه وهو جالس ونهاهم عن الانحناء له بل نهاهم أن يقول أحدهم لرقيقه ومملوكه ( عبدي وأمتي ) بل يقول ( فتاي وفتاتي ) وعلل ذلك بقوله ( فكلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله ) وكل ذلك من أجل ترسيخ مفهوم حرية الإنسان وعدم عبوديته لغير الله وكل ما سبق ذكره من أنواع التوحيد هي من معاني الحرية الإنسانية والمساواة التي تفتقدها المجتمعات العربية المعاصرة التي ما تزال ترسف في أغلال العبودية لغير الله كالخضوع للملوك والرؤساء والطاعة لهم في غير طاعة الله والخوف منهم والخشية من سطوتهم والتذلل لهم والافتقار إليهم والتزلف عندهم وتعظيمهم حد تقبيل أيديهم والركوع عند ركبهم والقيام على رؤوسهم إجلالا وتعظيما لهم إلى غير ذلك من صور العبودية والشرك بالله بعد أن تم اختزال معنى التوحيد ليصبح قاصرا فقط على الشعائر التعبدية دون باقي الممارسات العملية وبعد أن تم اختزال معنى الحرية ليصبح قاصرا على الحرية الشكلية الصورية التي هي من فروع الدين دون الحرية المعنوية التي هي أصل الدين ؟!!


بقلم الدكتور حاكم المطيري

التربية على الحرية (التوحيد)

الحرية هي التوحيد



سألني بعض الأخوة : لم كل هذا الاهتمام بالحرية في مقالاتك وكل هذه العناية بها ولم لا تكون الشريعة والتوحيد هو الهدف والغاية ؟

فقلت له : هناك سببان لهذا الاهتمام :أما الأول فلأن تحقيق الحرية غاية شرعية في حد ذاتها بل الحرية من أشرف مقاصد كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) فالعبودية إنما هي لله ثم الخلق بعد ذلك أحرار مع من سواه فالخضوع والطاعة والرغبة والرهبة هي لله وحده الذي له الخلق والملك والأمر والحكم كما قال تعالى ( ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) وقد فسر النبي معنى الربوبية هنا بطاعة الرؤساء والأحبار والرهبان والخضوع لهم وجاء في الحديث (إنما السيد الله ) فهو الذي له السيادة المطلقة فإذا كان السيد هو الله وهو الملك والرب والحاكم فليس للخلق على بعضهم سيادة ولا طاعة ولا حكم ولا خضوع إلا بإذن الله وهذا هو معنى الحرية الإنسانية وقد تقرر في الشريعة قاعدة (الأصل في الإنسان الحرية) وأما الرق فهو طارئ يجب العمل على التخلص منه إذ أكثر الأحكام الشرعية وأجلها وأشرفها منوطة بالحرية كالإمامة العامة والجهاد والجمعة والجماعة والحج والزكاة فكلها يشترط فيها الحرية وتسقط في حال العبودية والاسترقاق ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحرير رقيق العرب فقام عمر بتحرير كل عربي تم استرقاقه في الجاهلية ودفع ثمن ذلك من بيت المال فكان العرب أول أمة في التاريخ الإنساني تتخلص من الرق بشكل نهائي ومن جميع أشكاله وتحققت فيهم الحرية بنوعيها المعنوية والصورية ولم يبق فيهم عبد ولا رقيق منذ عهد عمر وإنما بقي الرقيق من غير العرب لكون الأمم الأخرى تسترق أسراها في الحروب فكان العرب الفاتحون يعاملونهم بالمثل إذ الاسترقاق أهون من القتل ومع ذلك جعلت الشريعة تحرير الرقيق عموما من أفضل القربات وكفارة لبعض المحظورات سواء كان الرقيق مسلمين أو غير مسلمين بل أمر القرآن بتحريرهم من بيت مال المسلمين وأوجب على السادة مكاتبة من يريد فداء نفسه منهم ومساعدتهم بالمال كما قال تعالى ( وكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم) كل ذلك يؤكد مدى عناية الشريعة بحرية الإنسان وتحريره من كل أشكال العبودية لغير الله تحريرا ماديا ومعنويا ولهذا قال عمر كلمته الخالدة دفاعا عن قبطي مسيحي ظلمه بعض الأمراء( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) فسمى عمر الظلم استعبادا مع أن القبطي لم يكن عبدا ولا رقيقا بل كان حرا إلا أن استذلاله وظلمه استعباد معنوي له فالعرب تسمي كل تذلل وخضوع للغير عبودية وإن كان الخاضع لغيره حرا في نفسه إذ هي حرية صورية شكلية ولهذا قال ربعي بن عامر لرستم ( إن الله بعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد) ومعنى عبادة العباد أي الخضوع والطاعة للملوك والرؤساء والأحبار والرهبان ومنه قول موسى لفرعون (وتلك نعمة تمنها علي أن عبّدت بني إسرائيل ) ولم يكن بنو إسرائيل رقيقا لفرعون بل كانوا أحرارا غير أنهم لما كانوا خاضعين لحكمه مستسلمين لظلمه صدق عليهم أنهم عبيد لا أحرار بل جعل الإسلام هذه الحرية المعنوية من أصول الدين وقطعياته فلا عبودية إلا لله ولا سيادة إلا لله ولا طاعة إلا لله ولا خضوع ولا تذلل إلا له وحده بينما جعل العبودية الصورية الشكلية وهي الاسترقاق من فروع الأحكام الفقهية وذلك لعظم خطر الحرية المعنوية وشدة أثرها على النفس البشرية والمجتمعات الإنسانية ولهذا كانت عناية القرآن بتحرير الإنسان من كل أشكال العبودية المعنوية لغير الله كالخشية والخوف والرغبة والرهبة والطاعة والتذلل والخضوع أشد من عنايته بالحرية الصورية التي يفتقدها الرقيق إذ هذه فرع وتلك أصل فتحرير الإنسان من العبودية والخضوع والتذلل لغير الله من أصول الدين بل أشرف غاياته وهو أساس التوحيد الذي جاء الرسل لتحقيقه أما تحريره من الرق فمن فروع الدين من أجل كمال التوحيد حتى تكون عبودية الإنسان خالصة لله في المعنى والصورة ولا تكون كذلك حتى تزول كل أشكال عبودية الإنسان للإنسان وتزول كل سيادة للإنسان على أخيه الإنسان فلا سيد إلا الله وحده والخلق أحرار مع من سواه وكلما ارتفعوا في مقام العبودية لله اتسعت دائرة الحرية فيما بينهم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الخلق عبودية لله وبهذا وصفه القرآن لأنه أكثرهم تحررا من الخضوع لغير الله وأكملهم حرية وقد جعل الإسلام الحرية بجميع أشكالها حقا محفوظا بل واجبا مفروضا فقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار في العقبة قبل الهجرة على ( أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم) وقال في شأن يهودي انتقد النبي صلى الله عليه وسلم علانية ( دعوه فإن لصاحب الحق مقالا) ليؤكد بذلك مبدأ حرية الكلمة وحرية نقد السلطة هذه الحرية التي تعد حجر الأساس لجميع أنواع الحريات الإنسانية بل لقد جعل النبي قول كلمة الحق أفضل أنواع الجهاد في سبيل الله فقال ( أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر ) وجعل العمل السياسي والاهتمام بشؤون الأمة والسلطة وتقويمها من الدين فقال ( الدين النصيحة للأئمة المسلمين وعامتهم ) والنصيحة هي بذل الوسع في إرشادهم ومشاركتهم في الرأي والاجتهاد في أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر والتصدي لظلمهم والأخذ على أيديهم وأطرهم على الحق أطرا وصدعهم بالحق كم أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة كما جعل الله سبحانه وتعالى حق اختيار السلطة للأمة يحرم مصادرته أو اغتصابه إياها كما في قوله تعالى (وأمرهم شورى بينهم ) وقال عمر( الإمارة شورى بين المسلمين ) وقال علي ( أيها الناس إنما الأمير من أمّرتموه والخليفة من اخترتموه ) وقد أجمع الصحابة على هذا الأصل الذي يؤكد الحرية السياسية في مشاركة الأمة في اختيار السلطة كما قرر القرآن حق الأمة في مشاركة السلطة بعد اختيارها في اتخاذ القرار وأنه ليس للسلطة أن تقطع أمرا دون الأمة كما قال تعالى (وشاورهم في الأمر) . وما تعيشه الشعوب العربية على وجه الخصوص هي العبودية المعنوية للملوك والرؤساء والعلماء هذه العبودية التي تغتال كرامة الإنسان وحريته وإنسانيته لتصبح شعوب العالم العربي أكثر الشعوب خضوعا للاستبداد الداخلي وأكثر قابلية للخضوع للاستعمار الخارجي وهي اليوم في عبودية أشد من عبودية بني إسرائيل لفرعون فقد ضربت عليهم الذلة في كل بلد وصار ثلاثمائة مليون عربي يباعون في أسواق النخاسة الدولية دون أن يحركوا ساكنا أو يدفعوا باطلا أو ينصروا حقا أو ينكئوا عدوا فهم أحوج إلى التحرير من العبودية لغير الله ــ الذي هو غاية كلمة التوحيد ــ منهم إلى الشريعة التي تسقط كثير من أحكامها عن الإنسان إذا فقد حريته الصورية فكيف إذا فقد حريته المعنوية ؟! وللحديث بقية